مهمة المركز:

يستند المركز إلى إرث الموسيقار الكبير طارق عبد الحكيم (1920-2012م) ويهدف الى الحفاظ على الموسيقى والفنون الأدائية والتراث الثقافي غير المادي للمملكة العربية السعودية. يتضمن المركز متحفاً يخلّد سيرة وإرث الموسيقار الراحل عبر عرض مسيرته الشخصية ومجموعة من أرشيفه ومتعلّقاته، وعلى مركزٍ للأبحاث الموسيقية يتيح للباحثين الاستفادة من محتوى وأرشيف موسيقي واسع.

متحف طارق عبد الحكيم:

في سنواته الأخيرة، وبعد مسيرةٍ طويلة وكونه الرئيس السابق لقسم الفنون الشعبية السعودية، حصل طارق عبد الحكيم على مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية بالإضافة إلى المقتنيات التراثية والكتب والوثائق، والتسجيلات، والمواد السمعية والبصرية. نمت هذه المجموعة حيث قدم له الأصدقاء والمعجبون المزيد من التحف العامة، مثل المجوهرات والصور الفوتوغرافية والملابس، والتي تُعرض في المتحف الواقع في منطقة البلد التاريخية في مدينة جدة.

مركز الأبحاث الموسيقية ووحدات الأرشفة:

تقع وحدات الأبحاث والأرشفة التابعة لمركز طارق عبد الحكيم في مواقع متعددة في مدينة جدة. تتضمّن وحدات الأرشفة مجموعة كتبٍ ودراساتٍ ومقالاتٍ مملوكة من الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم والتي تمّ نقل ملكيتها إلى وزارة الثقافة لصالح مركز طارق عبد الحكيم. على المستوى التخصّصي، يقوم مركز الأبحاث الموسيقية ووحدات الأرشفة بحفظ وتوثيق وتحليل وإعادة تعريف الموسيقى والفنون والتراث السعودي. يسعى المركز الى تعزيز فهم الموسيقى السعودية والعربية، ورفع مستوى الوعي بها،
والى تطبيق المعايير الدولية للجودة في مجال دراسة هذه الموسيقى، وذلك من خلال جمع وحماية وتوفير الوصول إلى المواد التوثيقية، ودعم البحث العلمي وتنظيم ورش العمل واستضافة مجموعة متنوعة من الندوات والمؤتمرات.

في الخلاصة، يلعب مركز طارق عبد الحكيم دورًا مهمًا في تعزيز فهم تاريخ الموسيقى في المملكة العربية السعودية وإسهامات شعبها في مجال الفنّ بشكل عام.

من هو طارق عبدالحكيم؟

يُعدُّ الفنان طارق عبد الحكيم أحد أبرز أيقونات الفن التي تستحقّ تقديراً لا يضاهى، وهو موسيقي وملحّن حائز على جوائز عديدة، وقد استحقّ بجدارة لقب "عميد الأغنية السعودية " وذلك لإسهاماته الكبيرة في تطوير الهوية الموسيقية الوطنية. وعلى الرغم من مواجهته العديد من التحديات، إلا أنه ثابر وبرز كصاحب رؤية، وكفنّان ملتزمٍ بتطوير الموسيقى السعودية.

لم يكن لطارق عبد الحكيم مثيلاً. لقد كان ملحنًا وموزعًا ومغنيًا وموسيقيًا وباحثًا شغوفاً بالتراث، كما كان قائد فرقة موسيقية ومؤسس الموسيقى العسكرية السعودية. أنشأ طارق ما لا يقل عن 14 فرقة موسيقية عسكرية، وأول فرق الأوركسترا، وأول فرق الكورال، وأول معاهد التعليم الموسيقي في المملكة العربية السعودية. قام بتنظيم وتدريب فرق الموسيقى التراثية التي مثلت المملكة العربية السعودية وقدمت عروضها في جميع أنحاء العالم محققتاً نجاحًا كبيرًا. نال طارق عبد الحكيم تقديراً على المستوى الدولي، حيث حاز على جائزة اليونسكو الدولية للموسيقى من المنظمة العالمية للمجلس الدولي للموسيقى في عام 1981.

كان لطارق عبد الحكيم شغفاً باقتناء المواد الموسيقية، حيث قام بتأسيس مجموعة من المتاحف الخاصة، بما في ذلك متحفاً في مسقط رأسه الطائف بالإضافة إلى متحف عسكري في الرياض. ولعلّ أشهر متحفٍ أسّسه هو قلعة الفنون التراثية في جدة، حيث عرض مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية والحرف اليدوية التقليدية والتُحف التاريخية، بالإضافة الى مكتبة موسيقية غنيّة تشكل اليوم جوهر أرشيف "مركز طارق عبد الحكيم".

من المناسب أن يحمل أول مركز للموسيقى التراثية في المملكة العربية السعودية اسم طارق عبد الحكيم، الرجل العظيم الذي يستمر إرثه في تشكيل مسار الموسيقى السعودية وإلهام الأجيال القادمة.