يُعدُّ الفنان طارق عبد الحكيم أحد أبرز أيقونات الفن التي تستحقّ تقديراً لا يضاهى، وهو موسيقي وملحّن
حائز على جوائز عديدة، وقد استحقّ بجدارة لقب "عميد الأغنية السعودية " وذلك لإسهاماته الكبيرة في تطوير
الهوية الموسيقية الوطنية. وعلى الرغم من مواجهته العديد من التحديات، إلا أنه ثابر وبرز كصاحب رؤية،
وكفنّان ملتزمٍ بتطوير الموسيقى السعودية.
لم يكن لطارق عبد الحكيم مثيلاً. لقد كان ملحنًا وموزعًا ومغنيًا وموسيقيًا وباحثًا شغوفاً بالتراث، كما
كان قائد فرقة موسيقية ومؤسس الموسيقى العسكرية السعودية. أنشأ طارق ما لا يقل عن 14 فرقة موسيقية
عسكرية، وأول فرق الأوركسترا، وأول فرق الكورال، وأول معاهد التعليم الموسيقي في المملكة العربية
السعودية. قام بتنظيم وتدريب فرق الموسيقى التراثية التي مثلت المملكة العربية السعودية وقدمت عروضها في
جميع أنحاء العالم محققتاً نجاحًا كبيرًا. نال طارق عبد الحكيم تقديراً على المستوى الدولي، حيث حاز على
جائزة اليونسكو الدولية للموسيقى من المنظمة العالمية للمجلس الدولي للموسيقى في عام 1981.
كان لطارق عبد الحكيم شغفاً باقتناء المواد الموسيقية، حيث قام بتأسيس مجموعة من المتاحف الخاصة، بما في
ذلك متحفاً في مسقط رأسه الطائف بالإضافة إلى متحف عسكري في الرياض. ولعلّ أشهر متحفٍ أسّسه هو قلعة
الفنون التراثية في جدة، حيث عرض مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية والحرف اليدوية التقليدية والتُحف
التاريخية، بالإضافة الى مكتبة موسيقية غنيّة تشكل اليوم جوهر أرشيف "مركز طارق عبد الحكيم".
من المناسب أن يحمل أول مركز للموسيقى التراثية في المملكة العربية السعودية اسم طارق عبد الحكيم، الرجل
العظيم الذي يستمر إرثه في تشكيل مسار الموسيقى السعودية وإلهام الأجيال القادمة.